يُعتبر التغذية العنصر الأكثر أهمية في عملية إنتاج الأسماك، حيث يعتمد نمو الأسماك بشكل أساسي على نوعية وكميات الغذاء المتاحة لها، وتمثل التغذية حوالي 60% من إجمالي نفقات مشروع تربية الأسماك. بالإضافة إلى ذلك، هناك ثلاثة برامج رئيسية يمكن الاعتماد عليها في تغذية الأسماك لتحقيق أفضل نتائج إنتاجية.
برامج في تغذية الأسماك
1- الإنتاج الواسع:
يعتمد هذا النظام على تغذية الأسماك بشكل رئيسي على الإنتاج الطبيعي الموجود في الأحواض أو البرك، مثل العوالق النباتية والحيوانية التي تتواجد في قاع الماء أو ضمن عمود الماء. بهذه الطريقة، تكون الأسماك في هذا النظام الحلقة النهائية في السلسلة الغذائية أو قمة الهرم الغذائي.
يُطلق على هذا النظام اسم “الإنتاج الواسع” لأنه يتم في مساحات كبيرة من المياه مثل البرك والأحواض الطينية، مما يتيح للأسماك مساحات واسعة تلبي جميع احتياجاتها الغذائية من خلال البيئة المحيطة بها.
2- الإنتاج شبه المكثف:
يعتمد هذا النظام على مزيج من الغذاء الطبيعي والغذاء الاصطناعي. يتم إنتاج الغذاء الاصطناعي مثل الأعلاف وبقايا المخلفات الغذائية البشرية ويستخدم كغذاء تكميلي لزيادة الإنتاج. هناك أنواع معينة من الأسماك، مثل أسماك الكارب، تتميز بقدرتها على الاستفادة من جميع أنواع الغذاء، مما يجعلها مثالية لهذا النظام.
3- التغذية المكثفة:
في هذا النظام، تُربى الأسماك بكثافات عالية في خزانات أو أقفاص أو أحواض مائية. تعتمد تغذية الأسماك في هذا النظام بشكل أساسي على الأعلاف الصناعية أو العلف المصنع كمصدر غذائي خارجي، ولا يعتمد هذا النظام على الغذاء الطبيعي على الإطلاق.
تُزوّد الأحواض بالأوكسجين وتُزال الإفرازات الأيضية للأسماك، بالإضافة إلى تنظيم درجة حرارة الماء لزيادة إنتاجية الأسماك. يهدف هذا النظام إلى تحقيق أقصى إنتاج لكل وحدة من المساحة، ولتحقيق ذلك، تُستخدم الأعلاف المصنعة التي تحتوي على جميع احتياجات الأسماك الغذائية. لذلك، لا يساهم الماء في إنتاج أي غذاء، على الرغم من أن بعض الأسماك يمكنها امتصاص بعض المعادن والأحماض الأمينية من خلال الجلد.
تكاليف الإنتاج في هذا النظام تكون عالية، وقد تم تطويره لتحويل نوعيات من الأعلاف غير القابلة للاستهلاك البشري، مثل الحبوب من الدرجة الثانية أو الأسماك غير المرغوبة، إلى غذاء يستهلكه الإنسان. بهذا، يتم تحويل المنتجات ذات القيمة المنخفضة إلى منتجات أكثر قيمة، وهو ما يُعرف بالاستزراع السمكي.