كميــة علــف الخيــل
يا صديقي، لو كنت تمتلك حصانًا أو تهتم بتربيته، فأنت تعلم جيدًا أن صحة حصانك وأداءه يعتمدان بشكل كبير على تغذية الخيول السليمة، الأمر لا يقتصر على مجرد تقديم الطعام، بل هو علم وفن يتطلب فهمًا دقيقًا لاحتياجات هذا المخلوق النبيل. التغذية الصحيحة هي أساس الحفاظ على لياقة الخيل، طاقته، وقدرته على تحمل العمل والجهد، سواء كان حصان سباق، أو خيلًا للقفز، أو حتى مجرد رفيق في المزرعة، فكيف نضمن أن حصاننا يحصل على كمية علف الخيل المناسبة تمامًا؟ دعنا نتعمق في هذا الأمر
العوامل التي تحدد كمية العلف المناسبة لحصانك
تحديد كمية علف الخيل ليس معادلة ثابتة، بل يعتمد على عدة عوامل أساسية يجب أن تأخذها في الاعتبار:
- وزن الحصان: هذا هو العامل الأهم فالحصان الكبير يحتاج طبعًا لعلف أكثر من المهر الصغير.
- مستوى النشاط (العمل): هل حصانك رياضي يؤدي تمارين شاقة يوميًا؟ أم هو حصان للركوب الترفيهي؟ أو ربما مجرد حصان في المرعى لا يقوم بجهد كبير؟ كلما زاد نشاط الحصان، زادت حاجته للطاقة، وبالتالي زادت كمية علف الخيل اللازمة.
- العمر: المهَرة الصغيرة في مرحلة النمو، والأفراس الحوامل والمرضعات، والخيول المسنة، لكل منهم احتياجات غذائية خاصة تختلف عن الحصان البالغ العادي.
- الحالة الصحية: الحصان المريض أو الذي يتعافى من إصابة قد يحتاج لنظام غذائي خاص لدعم شفائه.
الفصل والمناخ: في الشتاء البارد، يحتاج الحصان لطاقة إضافية للحفاظ على درجة حرارة جسمه، بينما في الصيف الحار قد تتغير شهيته.
الأعلاف خشنة ومركزة
لفهم أنواع العلف ومتى يأكل الحصان، يجب أن نفرق بين نوعين رئيسيين:
- الأعلاف الخشنة (الألياف): هذه هي أساس تغذية الخيول، وتشكل الجزء الأكبر من النظام الغذائي للحصان، تشمل التبن (البرسيم أو الأعشاب المجففة)، والبرسيم الأخضر، والمراعي الطبيعية، هذه الأعلاف ضرورية جدًا لصحة الجهاز الهضمي للحصان، وتوفر الألياف التي تساعد على الهضم السليم وتجنب المشاكل مثل المغص، يجب أن تكون متوفرة دائمًا للحصان.
- الأعلاف المركزة: هذه الأعلاف غنية بالطاقة والبروتين، وتُعطى لتعويض النقص في الطاقة التي لا توفرها الأعلاف الخشنة، خاصة للخيول العاملة أو التي تحتاج لزيادة في الوزن، تشمل الشعير، الشوفان، الذرة، النخالة (الردة)، وبعض الأعلاف التجارية الجاهزة التي تكون مخلوطة ومُدعمة بالفيتامينات والمعادن، استخدام هذه الأعلاف يجب أن يكون بحذر وبكميات محسوبة.
كمية علف الخيل يوميًا
بشكل عام، القاعدة الأساسية في تغذية الخيول هي أن الحصان يجب أن يستهلك ما يعادل 1.5% إلى 2.5% من وزن جسمه يوميًا من الأعلاف (الخشنة والمركزة معًا).
- 1.5%: للخيول التي تقوم بجهد خفيف جدًا أو لا تقوم بجهد.
- 2%: لمعظم الخيول التي تقوم بجهد متوسط.
- 2.5%: للخيول التي تقوم بجهد مكثف (خيول السباق، الخيول الرياضية).
تغذية الخيل في الصيف والشتاء
تغذية الخيل في الصيف:
في الصيف، مع ارتفاع درجات الحرارة، قد تقل شهية الحصان قليلًا، ركز على:
- المياه: تأكد من توفر مياه باردة ونظيفة بكميات وافرة الحصان يتعرق أكثر ويحتاج لتعويض السوائل.
- الأعلاف الخضراء: إذا كانت المراعي متوفرة، فهي مصدر ممتاز للمياه والألياف.
- الأملاح: قد تحتاج لإضافة مكملات أملاح لتعويض الفاقد من العرق.
- تقليل المركزات: إذا قل نشاط الحصان بسبب الحرارة، قلل كمية علف الخيل المركز لتجنب زيادة الوزن.
تغذية الخيل في الشتاء:
في الشتاء، يحتاج الحصان لطاقة إضافية للحفاظ على دفء جسمه.
- زيادة الأعلاف الخشنة: هذا هو مفتاح التدفئة الداخلية، هضم الألياف يولد حرارة.
- زيادة طفيفة في المركزات: إذا كان البرد قارسًا، قد تحتاج لزيادة طفيفة في العلف المركز لتوفير طاقة إضافية.
- المياه: حتى في الشتاء، الماء ضروري، تأكد من أن الماء غير متجمد.
أخطاء شائعة في تغذية الخيول وكيفية تجنبها
لكي تضمن أفضل أعلاف الخيول الطبيعية وفوائدها، تجنب هذه الأخطاء الشائعة:
- التغيير المفاجئ في النظام الغذائي: أي تغيير في أنواع العلف أو كميته يجب أن يكون تدريجيًا على مدى 7-10 أيام للسماح للجهاز الهضمي للحصان بالتكيف. التغيير المفاجئ يمكن أن يسبب المغص أو مشاكل هضمية أخرى.
- الإفراط في العلف المركز: هذا هو أحد الأخطاء الكبرى. الإفراط في الشعير أو الشوفان يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل المغص، الحمى، أو حتى التهاب الحافر (اللامينيتس). دائمًا اجعل الأعلاف الخشنة هي الأساس.
- عدم توفير الماء النظيف: الماء هو أهم مغذٍ على الإطلاق. نقص الماء يؤدي إلى الجفاف ومشاكل هضمية خطيرة.
- إعطاء وجبات كبيرة دفعة واحدة: كما ذكرنا، الحصان مهيأ لتناول كميات صغيرة بشكل متكرر، الوجبات الكبيرة ترهق الجهاز الهضمي.
- عدم معرفة وزن الحصان والتغذية: الكثيرون يغذون الحصان بالتقدير. استخدام شريط قياس وزن الخيل أو ميزان أرضي يساعدك على تحديد وزن الحصان والتغذية المناسبة بدقة أكبر.
- عدم الاهتمام بجودة العلف: العلف المتعفن أو المترب أو ذو الجودة الرديئة يمكن أن يسبب مشاكل صحية كبيرة. استثمر في علف عالي الجودة.
في الختام، كمية علف الخيل ليست مجرد أرقام، بل هي فن يتطلب الملاحظة الدقيقة لحصانك وفهم احتياجاته الفردية. كن مرنًا في نظام التغذية، وراقب حالة جسم حصانك، نشاطه، وحالته الصحية العامة. فحص الأسنان المنتظم ضروري أيضًا لضمان قدرة الحصان على مضغ العلف بكفاءة، بتطبيق هذه النصائح، ستضمن لحصانك حياة صحية، نشيطة، ومليئة بالقوة.
مواضيـع متعلقـة :
ما هي طرق تسمين الخيل وزيادة قوتها
ما هي ذبابة الخيل وما أضرارها؟
ما هي فوائد الفول والتمر للخيل