الكحة والسعال عند الأغنام قد تكون أعراضًا تشير إلى مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية، مثل العدوى التنفسية، التعرض للغبار، أو حتى الطفيليات الداخلية، تتمتع الأغنام بنظام تنفسي حساس، لذا فإن أي خلل قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية، سواء في اللحوم أو الألبان، في هذا المقال سنتناول بالتفصيل كيفية التعرف على أسباب الكحة والسعال لدى الأغنام وطرق العلاج.
أسباب الكحة والسعال عند الأغنام:
1- التهابات الجهاز التنفسي (التهاب الرئة):
تُعد الالتهابات التنفسية من أكثر الأسباب شيوعاً للسعال والكحة في الأغنام، يمكن أن تحدث هذه الالتهابات نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية مثل Pasteurella، أو فيروسية مثل Parainfluenza-3، تكون الأغنام الصغيرة والضعيفة هي الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في ظروف الطقس البارد والرطب.
2- الطفيليات الداخلية (الديدان الرئوية):
الديدان الرئوية مثل Dictyocaulus filaria تعد من الطفيليات التي تصيب الجهاز التنفسي للأغنام وتسبب تهيجاً في الرئتين مما يؤدي إلى السعال المستمر، تتكاثر هذه الطفيليات داخل الرئتين وقد تسبب ضيق التنفس إذا لم يتم معالجتها.
3- التعرض للغبار والظروف البيئية السيئة:
إذا كانت الحظائر مليئة بالغبار أو ملوثة، فإن الأغنام قد تعاني من تهيج الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى الكحة، كما أن سوء التهوية وارتفاع نسبة الرطوبة داخل الحظائر يؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي للأغنام.
4- الحساسية والتهيج بسبب الأعلاف:
بعض أنواع الأعلاف المغبرة أو التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد الكيميائية أو المثبتات قد تتسبب في حدوث تهيج للجهاز التنفسي للأغنام، خاصة إذا كانت تعاني من حساسية تجاه مكونات معينة.
5- الازدحام والإجهاد:
الازدحام الزائد في الحظائر قد يزيد من فرص انتشار الأمراض التنفسية بين الأغنام، كما أن الإجهاد الناتج عن السفر أو النقل الطويل يمكن أن يضعف جهاز المناعة لدى الأغنام ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بالكحة والسعال.
6- تشخيص الكحة والسعال عند الأغنام:
1- الفحص السريري:
يعتمد التشخيص الأولي للكحة والسعال على المراقبة الدقيقة للأعراض والفحص السريري، يجب أن يقوم الطبيب البيطري بفحص الأغنام المتأثرة للتحقق من وجود أي علامات على الالتهاب أو العدوى مثل ارتفاع درجة الحرارة، صعوبة التنفس، أو إفرازات من الأنف.
2- الاختبارات المخبرية:
في بعض الحالات قد يكون من الضروري أخذ عينات من إفرازات الأنف أو الدم لإجراء اختبارات مخبرية لتحديد نوع البكتيريا أو الفيروس المسبب للعدوى، كما يمكن فحص عينات من البراز لتحديد وجود الطفيليات الداخلية مثل الديدان الرئوية.
كيفية علاج الكحة والسعال عند الأغنام:
1- العلاج بالمضادات الحيوية: إذا كانت العدوى بكتيرية، فإن الطبيب البيطري قد يوصي باستخدام المضادات الحيوية المناسبة لعلاج الالتهاب، يجب الالتزام بجرعات العلاج الموصى بها لضمان القضاء على العدوى تمامًا من الضروري أيضاً التأكد من اختيار المضاد الحيوي الأنسب بناءً على نتائج الفحوصات المخبرية.
2- مضادات الطفيليات: في حالة تشخيص الإصابة بالديدان الرئوية، ينبغي معالجة الأغنام باستخدام أدوية طرد الطفيليات مثل Ivermectin أو Albendazole، هذه الأدوية تعمل على قتل الطفيليات الموجودة في الجهاز التنفسي ومنع تفاقم الحالة.
3- تحسين بيئة الحظائر: من الضروري تحسين الظروف البيئية في الحظائر، يجب تهوية المكان بانتظام للتخلص من الرطوبة والغازات الضارة، كما يُفضل تقليل كمية الغبار في الهواء بواسطة تركيب نظام تهوية فعال أو رش الحظائر بالماء لتثبيت الغبار.
4- العلاج الداعم بالفيتامينات والمكملات الغذائية: تعزيز الجهاز المناعي للأغنام يلعب دوراً كبيراً في مكافحة الكحة والسعال، يُنصح بتقديم مكملات غذائية تحتوي على الفيتامينات مثل فيتامين E وC والمعادن لتعزيز مناعة القطيع وزيادة مقاومته للأمراض.
5- استخدام العلاجات الطبيعية: هناك بعض الأعشاب التي يمكن استخدامها كعلاج طبيعي للكحة، مثل مستخلصات الأعشاب المهدئة للجهاز التنفسي مثل الزعتر والنعناع، كما يمكن إضافة هذه الأعشاب إلى غذاء الأغنام لتعزيز صحتها.
الوقاية من الكحة والسعال عند الأغنام:
- التطعيمات الدورية: التطعيمات تحمي الأغنام من الأمراض الفيروسية والبكتيرية التي قد تؤدي إلى الكحة والسعال، يُنصح بالتأكد من أن الأغنام قد تلقت جميع اللقاحات اللازمة في مواعيدها.
- الحجر الصحي للأغنام الجديدة: عند إدخال أغنام جديدة إلى القطيع، من الأفضل وضعها في الحجر الصحي لفترة قبل خلطها مع القطيع للتأكد من أنها خالية من أي أمراض معدية قد تنتقل إلى بقية القطيع.
- فحص دوري للطفيليات: يجب فحص الأغنام بشكل دوري للكشف عن الطفيليات الداخلية مثل الديدان الرئوية، والتأكد من تطبيق برنامج وقائي لمكافحة الطفيليات.
تعد الكحة والسعال عند الأغنام مشكلة شائعة ولكن يمكن التحكم فيها وعلاجها بفعالية عند التدخل في الوقت المناسب، الاهتمام بصحة الأغنام من خلال تحسين بيئة الحظائر، تقديم العلاج المناسب، والوقاية الفعالة يسهم بشكل كبير في تعزيز صحة القطيع وضمان إنتاجيته العالية، التشخيص المبكر، إلى جانب التوجيهات البيطرية، هو المفتاح للتعامل مع أي أعراض تنفسية تظهر في القطيع.