تتجلى أهمية الأبقار في إنتاج الحليب كمصدر غني بالقيم الغذائية. يبدأ هذا العملية بعد الولادة، حيث يتوجب على الأبقار الحلوب إنجاب عجل واحد سنويًا لضمان استمرارية إنتاج الحليب. يتم تلقيحها عمومًا بشكل اصطناعي في غضون ثلاثة أشهر من الولادة، وهو الوقت الذي يلعب فيه العجل دورًا حيويًا في دورة الإنتاج الحلوب.
إن هذا النظام المُحكَم يضمن الحفاظ على كفاءة واستدامة عملية إنتاج الحليب. في هذا السياق، سنقوم بفحص بعض أنواع الأبقار التي تتميز بإنتاجها المتميز للحليب، لنفهم المزيد عن هذه العملية وأهميتها في توفير مصدر صحي وغذائي للبشر.
الهولستين أو الهولشتاين
الهولشتاين أو الهولستين هي إحدى السلالات البقرية الأكثر انتشارًا وشهرة، خاصةً في هولندا، حيث تتميز بفاعليتها الكبيرة في إنتاج الحليب. تعتبر هذه السلالة من بين الأكثر إنتاجية حيث يمكن للبقرة البالغة منها أن تنتج ما يصل إلى 40 لترًا من الحليب يوميًا، وذلك خاصةً إذا ما تم توفير أنظمة غذائية متوازنة ومدعمة لها.
تظهر قوة إنتاج الحليب بشكل واضح في فترة الرضاعة، حيث يمكن للهولشتاين أن تنتج ما يعادل 10,000 إلى 12,000 لتر من الحليب خلال فترة تستمر 305 يومًا. وفي حال توفير أنظمة غذائية قائمة على العلف، قد يتراوح إنتاج الحليب في فترة الإرضاع بين 4,000 إلى 5,000 لتر. يجدر بالذكر أن هذه الأرقام قد تتغير باختلاف مواقع تربية الهولشتاين.
بشكل عام، تعتبر الهولشتاين اختيارًا ممتازًا لتحقيق إنتاج حليب كبير وذو جودة عالية، مما يجعلها محط اهتمام المربين والمزارعين حول العالم.
بقرة جيرزي
تعود جذور بقرة جيرزي إلى جزيرة جيرسي في القناة الإنجليزية، حيث انتشرت على نطاق واسع في أماكن مثل نيوزيلندا وكندا والولايات المتحدة. يُعتبر حليب أبقار جيرزي من بين أفضل أنواع الحليب، حيث يتمتع بجودة عالية وتركيبة غنية بنسبة 3.7% بروتين و 5.1% دهون، مما يجعله مثاليًا لإنتاج منتجات الألبان مثل الجبن، خاصةً عند توفير نظام غذائي يعتمد على المراعي والأعلاف.
تتجاوز بقرة جيرزي معدل إنتاجها اليومي للحليب إلى حوالي 24 لترًا، وتستطيع إنتاج ما يصل إلى 10,000 لتر من الحليب خلال فترة الرضاعة. في الظروف الاستوائية والمراعي الواسعة، يمكن أن يتراوح إنتاج الحليب بين 5,000 إلى 6,000 لتر خلال فترة الإرضاع.
البقرة السويسرية البنية
تعتبر البقرة السويسرية البنية (Brown Swiss) واحدة من أقدم سلالات الأبقار، وتجدها في جبال الألب الرائعة في سويسرا، حيث تستمد أصولها. يتميز جمالها بشعر بني غامق يضفي عليها مظهرًا مميزًا.
تحتل البقرة السويسرية البنية المرتبة الثانية كأحد أكثر السلالات إنتاجًا للحليب خلال فترة الرضاعة، بعد سلالة الهولشتاين. تتمكن هذه السلالة من إنتاج ما يقارب 10,000-12,000 لتر من الحليب خلال فترة الرضاعة، مما يجعلها منافسة قوية في عالم إنتاج الألبان.
بقر نورماند
وما يميز أكثر حليب البقرة السويسرية البنية هو غناه بالبروتينات والأحماض الدهنية وكريات الدهون، مما يجعله مثاليًا لصناعة الأجبان. إن هذه السلالة ليست فقط مصدرًا للمنتجات اللبنية عالية الجودة ولكن أيضًا تمثل جزءًا من التراث الزراعي الغني والمتنوع.
تأتي سلالة بقرة نورماند من منطقة نورماندي في فرنسا، وتعتبر متعددة الاستخدامات حيث تربى لإنتاج الحليب واللحم. تمتاز هذه السلالة بقدرتها على التكيف مع البيئات الاستوائية.
تعد أبقار نورماندي إنتاجية للحليب بكميات كبيرة، حيث يمكن للبقرة إنتاج ما بين 6000-7000 لتر من الحليب لكل فترة رضاعة. يتميز حليبها بارتفاع نسبة البروتين والدهون، مما يجعله مثاليًا لإنتاج الجبن والزبدة.
أبقار السيمنتال
تم تعديل سلالة أبقار السيمنتال في السنوات الأخيرة لتحسين إنتاجية الحليب، وتتميز بنمو سريع وخصوبة عالية، مما يجعلها سهلة في التربية.
تُعد أبقار السيمنتال من سلالات الحليب الفعّالة، حيث يمكن للبقرة إنتاج حوالي 9000 لتر من الحليب لكل فترة رضاعة. يتميز حليبها بنسبة دهون أقل مقارنةً ببعض السلالات الأخرى، حيث تصل نسبة الدهون إلى حد أقصى يبلغ 4% في فصل الشتاء.